بذرة الصحوة - الجزء الثاني: ظل الإدارة | خيال علمي وفانتازيا

 لقراءة الجزء السابق:

دانة تبحث في قواعد بيانات مشفرة أو تتواصل بحذر عبر جهازها، تبحث عن حالات مشابهة.

الفصل الخامس: البحث عن آخرين: 

لم يعد بإمكان دانة تجاهل ما يحدث لها. القدرة الغريبة على تحريك الهواء بتركيزها، حساسيتها المفرطة للتيارات الهوائية، وشعورها بأن هناك طاقة كامنة بداخلها تستيقظ ببطء... كل هذا لم يكن وهمًا. لكن السؤال الأهم كان: هل هي الوحيدة؟

دفعت قلقها جانبًا، وبدأت تستخدم مهاراتها البحثية بطرق غير تقليدية. اخترقت (بشكل أخلاقي ومحدود) بعض قواعد البيانات الداخلية الأقل تأمينًا في "مركز أبحاث التناغم الحيوي"، باحثة عن أي تقارير أو سجلات تشير إلى "حالات شاذة" أو "ارتجاعات بيولوجية غير متوقعة" تم تسجيلها مؤخرًا في قطاعات أخرى من المدينة تتعامل مع تقنيات رنينية أو مواد حيوية معدلة مشابهة لتجربتها.

عثرت على بضع حالات مشفرة ومجهلة المصدر: تقرير عن عامل في قسم تنقية المياه أبلغ عن قدرته على "الشعور" بتدفق المياه في الأنابيب بشكل غير طبيعي، وآخر عن مهندس زراعي في البيوت المحمية لاحظ أن بعض النباتات تنمو أو تذبل بشكل مفاجئ بمجرد اقترابه منها أو حسب حالته المزاجية. كانت مجرد إشارات بسيطة، لكنها أعطت دانة أملاً؛ هي ليست وحدها. حاولت إرسال رسالة مشفرة وعامة عبر قناة آمنة داخل شبكة المركز، تلمح فيها إلى بحثها عن آخرين يختبرون "تفاعلات بيولوجية غير معتادة".

شخصية بملابس رسمية (العميلة هاجر) تراقب دانة عن بعد أو عبر شاشة مراقبة، بملامح تحليلية باردة.

الفصل السادس: ظل الإدارة يلاحظ: 

لكن بحث دانة لم يمر دون أن يلاحظه أحد. "إدارة الإزهار"، الكيان شبه المستقل والغامض المسؤول عن الإشراف على التوازن البيولوجي والتكنولوجي الدقيق لمدينة السدرة البيضاء، والذي يعمل غالبًا خلف الكواليس، يمتلك أنظمة مراقبة متطورة قادرة على رصد أي شذوذ طاقي أو سلوكي غير اعتيادي.

تم رصد القفزة الطاقية غير المبررة في مختبر دانة أثناء تجربتها، وكذلك رسالتها المشفرة الأخيرة. تم تكليف العميلة "هاجر"، وهي محللة سلوكية وعالمة أحياء سابقة ذات كفاءة عالية وهدوء مخيف تعمل ضمن الإدارة، بالتحقيق في أمر الدكتورة دانة المحمد ونشاطها "غير المعتاد". بدأت هاجر بمراقبة دانة عن بعد، تجمع البيانات، تحلل سلوكها، وتقيم مستوى "الصحوة" لديها، وتحدد ما إذا كانت تمثل فرصة... أم تهديدًا يجب التعامل معه.

دانة في مكان منعزل تحاول تركيز قوتها، تنجح في تحريك ورقة شجر أو إثارة رياح خفيفة.

الفصل السابع: تعلم السيطرة (والخطر): 

في هذه الأثناء، تلقت دانة ردًا حذرًا على رسالتها. شخص أطلق على نفسه اسم "نديم"، أقر بأنه يختبر "تفاعلات غريبة مع الماء". بعد تبادل رسائل مشفرة وتأكدهما المتبادل من عدم كونهما فخًا، التقيا سرًا في أحد المتنزهات الحيوية النائية في المدينة. نديم، الذي كان يعمل في محطة معالجة مياه، وصف كيف بدأ يشعر بقدرة طفيفة على تحريك كميات صغيرة من الماء أو الشعور بالشوائب فيه.

قررا مساعدة بعضهما البعض على فهم وتدريب قدراتهما الجديدة في الخفاء. اكتشفوا أن القدرات تبدو مرتبطة بالعواطف القوية؛ تظهر قوة دانة الهوائية بشكل أكبر عندما تشعر بالخوف أو الغضب، بينما تزداد قدرة نديم المائية عندما يشعر بالهدوء أو التعاطف. كما لاحظوا أن بيئة المدينة الحيوية نفسها تؤثر عليهم؛ الأماكن ذات التركيز العالي من الطاقة الحيوية أو الترددات الصوتية المنظمة تزيد من حدة قدراتهم. في إحدى جلسات التدريب السرية في قبة نباتية مهجورة، فقدت دانة السيطرة للحظة أثناء شعورها بالإحباط، وتسببت في إثارة زوبعة صغيرة حطمت بعض الألواح الزجاجية. تمكنوا من المغادرة قبل وصول الأمن، لكن الحادثة كادت أن تكشفهما، وأكدت لهما خطورة هذه القوى إذا لم يتم التحكم بها.

العميلة هاجر تقابل دانة في مكان عام ولكن هادئ، تطرح أسئلة تبدو بريئة ولكنها تحمل تهديدًا مبطنًا.

الفصل الثامن: أول اتصال (غير ودي): 

بعد يومين من حادثة القبة النباتية، تفاجأت دانة بزيارة غير متوقعة في مختبرهما من السيدة هاجر، التي قدمت نفسها كمستشارة من "إدارة الإزهار" مهتمة بأبحاثها حول الصوتيات الحيوية وتأثيراتها. كانت هاجر تتحدث بهدوء ولباقة، لكن أسئلتها كانت دقيقة وموجهة بشكل مقلق نحو تجربة السدرة الأخيرة وعن أي "آثار جانبية غير متوقعة" قد تكون لاحظتها دانة على نفسها أو على البيئة المحيطة.

نفت دانة ملاحظة أي شيء خارج عن المألوف، محاولةً الحفاظ على هدوئها. لكن هاجر ابتسمت ببرود قائلة: "نحن في الإدارة نؤمن بالشفافية وبأهمية مراقبة أي ظواهر بيولوجية جديدة لضمان سلامة النظام البيئي للمدينة وسكانها. سنقوم بإجراء بعض الفحوصات الإضافية لمختبرك ولكِ شخصيًا كإجراء روتيني، دكتورة دانة. ونحن على استعداد دائمًا لتقديم الدعم والمساعدة لأي باحث يواجه تحديات غير متوقعة."

كانت الكلمات مهذبة، لكن الرسالة كانت واضحة وقاسية كالفولاذ: نحن نعرف. نحن نراقبك. وأنتِ الآن تحت مجهر "إدارة الإزهار". شعرت دانة بالخطر يقترب بسرعة. لم تعد مجرد باحثة تتعامل مع قدرة غريبة، بل أصبحت هدفًا محتملاً لكيان قوي وغامض نواياه غير واضحة على الإطلاق.


(نهاية الجزء الثاني)

   لقد وجدت دانة حليفًا، لكنها أيضًا أصبحت تحت مراقبة "إدارة الإزهار" الغامضة. محاولاتها لفهم قدراتها وتدريبها أصبحت محفوفة بالمخاطر. ما هي نوايا الإدارة الحقيقية تجاه "المستيقظين"؟ وهل ستتمكن دانة وشبكتها السرية من التكون والاختباء قبل أن يضيق الخناق عليهم؟ الظل بدأ يكتسب ملامح...

[>> لقراءة الجزء الثالث: شبكة المستيقظين (سيتم إضافة الرابط عند النشر)]


مدونة السطر التالي..! https://theneextline.blogspot.com

تعليقات